البحرين –المنامة- السابعة والربع صباحاً: ها أنا اليوم أخيراً أفخر بنفسي رجلاً، لم أعد التمس لها عذراً! لمحت من زاوية ستائر نافذة الفندق الذي أمكث فيه، ضوء الصباح الخجول الذي يتهادى فوق أسطح المباني ويبدو كطفل رضيع مستيقظ من نوم عميق يحاول أن يرمي بذراعيه بعيداً عن جسده عله يجلب الى رئتيه المزيد من الأوكسجين ويجذب انتباه أمه بتثاءبه البريء.
تبدأ أحجية إثبات رجولة مشاعري بفرض نفسها علي عند إشراقة كل صباح بعد ساعات عمل متأخرة حيث في كل مرة تلامس يداي لوحة مفاتيح كمبيوتري المحمول، تسترقان لحظات اللاوعي التي يمر بها تفكيري وتفتح أي شيء عشوائي يذكرني بحبيبة قرأت على روح ذكراها القرآن كاملاً ودقت أجراس الكنيسة لراحة نفسها، فما هي إلا بثوان معدودة حتى تُعاقب أناملي بتخدير مقصود من سيد جسدي والحاكم المستبد لمشاعري التي أصابتها هي الأخرى غيبوبة الأمل وخيبة الظن.
مالها من دواء ومالها من حيلة، أغضبت حبيبتي سيد جسدي ولن تنال حتى لجوء سياسي!! لقد صدر أمر ملكي بهجرها وانصاعت جميع أركان جسدي ولا أجد سبيلاً لوصالها سوى اللعب على لحظات اللاوعي التي انتظر قدومها كل يوم حين تبدأ أعضاء جسدي بتحضير نفسها لنوم عميق فاسترق تلك اللحظات الخمس قبل أن تنام ذاكرتي وأذهب إليها قبل أن يصحو سيد الجسد ويستلم زمام الأمور مجدداً.
أعلم أن هذا الوقت ليس بالكافي ولا يشبع حتى نظرة عيناي المتعطشة لرؤية محياها وبسمتها المصطنعة التي بدأت أميزها في كل مرة تتراءئ إلى مخيلتي، ولكن، هل سأظل استرق النظرات واللحظات...لماذا علي المحاربة من أجل غلطة لم يكن لي فيها باع! لماذا لا تلتمس حبيبتي لها عذراً وتطلب الصلح والغفران مادام لديها حلفاء مخلصين....هاهما عيناي اللتان تكابران بصداقتها وتلتمسان لها عذراً على الدوام وهاهو وصيف سيد القوم "قلبي" الذي هو الآخر يفاخر بصداقتها وعشقه لها ....لكن أتدورن شيئاً! لا والله لن أرجع ولن أسمح لها بالرجوع وسأتبع سيد قومي وأرفض التماس عذراً لها.
لذا وبناءاً على ما تقدم من شواهد على قصة لم تكتمل ولن تصبح بأي حال قصة ما قبل النوم لطفل صغير، قررت الانتفاضة والعبث بأساسات ملفاتي ومسح أي معلومة أو صورة أو حتى حديث يذكرني بها ولك الفضل والثناء مني يا سيد الجسد لرفضك العفو عنها لأنها فعلاً لو كانت معي الآن ...لما عدت رجلاً!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق