الخميس، 16 سبتمبر 2010

عندما.....


لم أكن بمعزل عن تلك اللحظة، عندما داعبت صورتك  طيف روحي الهائم بين ثنايا اللاوعي الذي تعودت على بدئه بعد غفران الذات الذي أعيشة في كل لحظة يلامس فيها رأسي وسادتي التي تسحرني بنعومة أحلامها كل ليلة.

لم أرى الفرق الذي كان جلياً بين كل النساء وبين من كانت بالأمس حبيبة ساهرَت كبران هالتها شموع ابتعتها من أقاصي الأرض، ذاب جسمها الأبيض النحيل لتغذية روحي بقصص وترية مستغلة سكون اللحظات وعبق العطور وطمأنينة النفس لتولّد هالتها المنشودة وترفع اسمها عالياً كي يلامس أفكاري التي أبَت أن ترضى غير سحاب السماء مرتعاً.

ليست هي حالة كبرياء عابرة تمر بها رجولة مشاعري وأقصها اليوم كي ابتاع لنفسي بعضاً من كرامة تناثرت في طريق كسب ودها...لكن هي حالة وعي للذات التي صبرت على تكوينها سنين غربة عشر صقلتها بعزيمة صبر لم تطالها حواء من قبل!!!

لن أكون غريب الإشارة ولن أطوف حولها كفراشة النور، رأيت الفرق وعرفته وعازم على تعويض ما فات..

وأخيراً...عدت رجلاً!؟


البحرين –المنامة- السابعة والربع صباحاً: ها أنا اليوم أخيراً أفخر بنفسي رجلاً، لم أعد التمس لها عذراً! لمحت من زاوية ستائر نافذة الفندق الذي أمكث فيه، ضوء الصباح الخجول الذي يتهادى فوق أسطح المباني ويبدو كطفل رضيع مستيقظ من نوم عميق يحاول أن يرمي بذراعيه بعيداً عن جسده عله يجلب الى رئتيه المزيد من الأوكسجين ويجذب انتباه أمه بتثاءبه البريء.

تبدأ أحجية إثبات رجولة مشاعري بفرض نفسها علي عند إشراقة كل صباح بعد ساعات عمل متأخرة حيث في كل مرة تلامس يداي لوحة مفاتيح كمبيوتري المحمول، تسترقان لحظات اللاوعي التي يمر بها تفكيري وتفتح أي شيء عشوائي يذكرني بحبيبة قرأت على روح ذكراها القرآن كاملاً ودقت أجراس الكنيسة لراحة نفسها، فما هي إلا بثوان معدودة حتى تُعاقب أناملي بتخدير مقصود من سيد جسدي والحاكم المستبد لمشاعري التي أصابتها هي الأخرى غيبوبة الأمل وخيبة الظن. 

مالها من دواء ومالها من حيلة، أغضبت حبيبتي سيد جسدي ولن تنال حتى لجوء سياسي!! لقد صدر أمر ملكي بهجرها وانصاعت جميع أركان جسدي ولا أجد سبيلاً لوصالها سوى اللعب على لحظات اللاوعي التي انتظر قدومها كل يوم حين تبدأ أعضاء جسدي بتحضير نفسها لنوم عميق فاسترق تلك اللحظات الخمس قبل أن تنام ذاكرتي وأذهب إليها  قبل أن يصحو سيد الجسد ويستلم زمام الأمور مجدداً.

أعلم أن هذا الوقت ليس بالكافي ولا يشبع حتى نظرة عيناي المتعطشة لرؤية محياها وبسمتها المصطنعة التي بدأت أميزها في كل مرة تتراءئ إلى مخيلتي، ولكن، هل سأظل استرق النظرات واللحظات...لماذا علي المحاربة من أجل غلطة لم يكن لي فيها باع! لماذا لا تلتمس حبيبتي لها عذراً وتطلب الصلح والغفران مادام لديها حلفاء مخلصين....هاهما عيناي اللتان تكابران بصداقتها وتلتمسان لها عذراً على الدوام وهاهو وصيف سيد القوم "قلبي" الذي هو الآخر يفاخر بصداقتها وعشقه لها ....لكن أتدورن شيئاً! لا والله لن أرجع ولن أسمح لها بالرجوع وسأتبع سيد قومي وأرفض التماس عذراً لها.
لذا وبناءاً على ما تقدم من شواهد على قصة لم تكتمل ولن تصبح بأي حال قصة ما قبل النوم لطفل صغير، قررت الانتفاضة والعبث بأساسات ملفاتي ومسح أي معلومة أو صورة أو حتى حديث يذكرني بها ولك الفضل والثناء مني يا سيد الجسد لرفضك العفو عنها لأنها فعلاً لو كانت معي الآن ...لما عدت رجلاً!


ثابت في بحر هائج!

كثرت الأمواج وهاج البحر...اختبأت الشمس خلف الأفق معلنة انسحابها من معركة أوشكت على البدء. حلّ الظلام ضيف ثقيل بدء بجر عباءته السوداء وراءه...رحبت به نجوم السماء التي أعلنت ظهورها احتفاءاً بقدومه. مشت خلفه الرياح والغيوم تتبع خطاه وقد ملت الانتظار على عتبة الساعة السادسة مساءاً.

هدأ المكان فجأة..حتى سمع للماء صوت. بدأت تلوح الأمواج وتتعالى إلى أن أصبح لوقع صوتها أثراً...يتبع ذاك الأثر هدير مخيف...يعلو ويخفو مابين الفينة والأخرى. استرخى الليل وعدّل جلسته معلناً بدء العّد.

كم من الوقت سيظل وكم من الماء سيحرك ...كم من غيوم ستدمع وكم من آهات ستسمع...آهات ليس لبني بشر وليست منهم. آهات سفن تأخذ صفعات مياه تثور لاستقبال ضيفها...ضيف ثقيل لكنه خفيف...خفيف بالتسلل والحركة...منذ بدأ حضوره يبرز رويداً رويداً في عرض البحر.

ضاقت بهذه السفن أمواج البحار ...أما من مكان آخر لهذه الأمواج أن تنشط؟ سمعنا مذ كنا صغاراً عن كبر البحر وعرضه..لما تنشط هذه الأمواج عند السفن ولماذا تصفعها؟ أهي غاضبة منها أم عليها؟ لماذا لا تدعها وشأنها ...أم تريد من خلال ثورتها أن تنذرها كي ترجع من حيث أتت ولكن تعلمون شيئاً؟ لن تقبل السفن العودة وستكمل مشوارها ولن ترضى الأمواج أن تحيد عنها..ببساطة سنة الحياة هي.

هي معركة إذا وهي سنة البحار وأصل وجودها ولكن ...من هو الثابت ومن هو المتحرك في هذه المعركة...أما آن لهذه المعضلة أن تحل؟

كيف يمكن لنا القول عن متحرك ثابت وعن ثابت متحرك؟ أليست السفن بطبيعة الحال متحركة..تتحرك كيفما تشاء في عرض البحر...ولكن من قال أنها تتحرك؟ أنها ثابتة في البحر و لا تبرح وتدور في فضاءه....أم أن البحار أيضاً ليست ثابتة...نعم هي الأخرى ليست ثابتة ...فإذا من هو الثابت ومن هو المتحرك؟؟؟؟؟

حال البحر والسفن هو حالنا....كثيراً وهمنا أننا ثابتون في حياتنا ولكن نحن متحركون في سكون تام ...سكون خيم على عقلنا وجعلنا نشكر ألبرت أنشتاين وأرسطو عندما أكدوا أن لا شيء على وجه الأرض حقيقة ...بل كذبة نصدقها واعتدنا أن تكون هي الحقيقة...الحقيقة المطلقة هي الله تعالى وحده وكل شيء على وجه البسيطة كذبة فلا الثابت ثابت ولا المتحرك متحرك...


توفيق عثمان- الرياض
31-01-2009 

هل أنا فعلا....أكرهها!!؟؟

سؤال خطر ببالي وأنا أرمق زوايا غرفة متحجرة قابعٌ في إحدى زواياها صامت الكلمة والإشارة، قد حان موعد النوم الذي ملّ انتظار دوره في سلم حياتي اليومية والتي هي الأخرى عزفت عن استقلالية النظام ورونقة المهام. تحوم أقمار تفكيري حول كوكب استغراب ممزوج بنحس مغناطيسي يبعدهم عن استقرار الدوران...أما آن لأفكاري وكلماتي أن تقض مضجعها ويفرض عنفوان كلمتي نفسه عليها؟

كلما أرسلت النجوم ملائكتها داعية الناس للتأمل بها...حان موعد نكراني لرغبتي في قول كلمة ...أحبكي. لست ادري بأي كلمات ابدأ ولست ادري ما هو الشيء الذي أريده أن يتصدر القائمة فكلما خطر سؤال ببالي تدافعت أسئلة أخرى أكره أن تخرج إلى صفحاتي وتنضوي تحت لواء كلمة لم يعد لعنفوانها صدى...فأحبذ بقاء تلك الأسئلة مصدر متاعبي مع حبيبتي وأن لا تفقد حيرتها التي صبرت شهوراً على تكوينها.

ما الذي أكرهه فيك؟

أكره فيك شعرك الأحمر الذي ينساب كشلال حياة على أكتافك ....غرقت بين ثناياه وبت لا أعرف السباحة وبالأمس كنت معلما. أكره فيك جبينك الذي لامسته بقبلة خالدة كسرت بها عذرية شفتاي التي لم تعرف معنى القبل. أكره فيك حاجباك اللتان تقفان كحارسان يمنعاني من تأمل عيونك كلما حاولت النظر إليهما. أكره فيك عيناك اللتان كلما نظرتي إلي حلق طيف روحي بعيداً حيث لم يعد للأرض وفضاءها متسع لتحليقها...فيطير بعيداً محاولاً تتبع سحرهما الذي أوهمني أنهما لملاك لا لبشر. ماذا بعد؟ هل أذكر أنف العلياء وشفاه الكبرياء ووجه الملاك. مهما طال الوصف ومهما تناثرت المعاني تبقين أنت حبيبتي وأكره أن أقول غير كلمة...أحبك!!!!!

صورة تلامس ظرف واقع